السبت، 11 يونيو 2011

كتب الاستاذ سيد الخليل يوسف

مدينة الدرادر
(درادر الفقرا -الفقهاء-)تسمى الدرادر أو درادر الفقرا ويقصد بالفقرا حافظي القرآن ظهرت في مكانها منذ نشأتها قبل حوالي ثلاثمئة سنة تقريبا كما أخبرني الوالد الزبير عبدالله أبو المعالي الخضر محمد حامد وقال إن تربتها تربة متماسكة وضرب مثلا بحائط خلف منزله كحوش كان عمره قارب الخمسين عاما . كل أهل الدرادر ذرية رجل واحد هو الفكي محمد حامد أتى من الشمال (جبل الجلف) الموطن الحسانية قرب شندي.جاء ود حامد ودرس في خلاوي الغبش بأم شبع بين الجبل والقطينة وله قصة طويلة مع شيخه بأم شبع حيث وصى الشيخ عند موته أن يجلس الفكي محمد حامد تحت السرير الذي يغسل عليه ويزوج ابنته إلا أن وصيته لم تنفذ لأن الحسد أعمى أهله وقالوا لا تدعوه يفعل ذلك و يذهب بجميع البركة،فخرج غاضبا إلى الدومة أرض تقع على النيل خلف مشروع السعادة (السراية) أو دبال كما يحلو للبعض تسميتها،فقد نبتت هذه الدومة مكان الوضوء فقالوا((توار نباته في مكان صلاته)) كناية عن الصلاح والبركة.ولود حامد أربعة زوجات جاء منهن كل جماعة القرية أو المدينة إن شئت لأنه والحمد لله اكتملت فيها كل مقوماتها من ماء وكهرباء ومواصلات واتصالات وعلاجات وغيرها. وزوجاته الأربع هن:-1-بنت أبو رقيبة 2-بت عبد الكريم3-أم شنيب4-عزلةوالدرادر اسمها منشق من ((دردر)) وهو بناء في شكل دائرة من الجالوص ويسقف بالحطب والقنا والقش ((قطية))إلا أنها من الطين والقش.الدرادر تحيط بها أراضي زراعية شرقا وشمالا وجنوبا أما غربا فيرقد النيل العظيم الذي كانتتزرع أراضيه وتسمى ((الكبد))قبل قيام خزان جبل أولياء 1925م ومشروع القطينة أو السعادة من الناحية الشمالية والشرقية حتى أبركة وأم سبعة.وأهل المدينة يعتمدون على زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات والخضروات وصيد الأسماك والعمل الوظيفي واليدوي والتجارة في الآونة الأخيرة .أهلها مغرمون بحب العلم بها جميع مراحل التعليم وعدد كبير من المتعلمين وخاصة المدرسين والمدرسات .بها سوق عريق يرتاده جميع أهل القرى المجاورة ،كما قامت حديثا مزللخضروات والألبان وبها عدد كبير من المساجد طبعا بأحيائها المختلفة ونادي تأسس منذ الخمسينات ومستوصف للعلاج.وأمان وهذا اسم لها اندثر ولم يأخذ شهرة.تنمو الآن نموا مطردا بها بناؤون وورش حديد ومغالق مما كان له أثر في ترقيها وجمال مبانيها وقد فات علي أن مؤسسها الفكي ادريس قد سماها قرية تمساح الجواد وبعد ذلك سموها قرية تمساح الترك نسبة لحربه مع الأتراك في عهد المهدية ،وقد سميت مدرسة الأساس بذلك الاسم تخليدا وتشريفا له حتى اليوم.كان خلف القرية غابة سنط كبيرة عريقة وشهيرة ظهر فيها فرس بحر منذ ما ينوف على نصف قرن فقتله الأهالي عند وصوله قوز الراكبة هذه الغابة كانت مصدر رزق لكثير من أهل القرية لما فيها من قرظ ووقود وصمغ وحطب سقوف وثمر بسكيت يأكل منه الناس والأنعام إلا أن نفوسا تحب ذاتها تسببت في قطعها فحرمت كثير من الناس التمتع بهذه الخيرات.الحديث عن الدرادر ذو شجون هذه شذرات أرجو أن تثير في غيري أحداث وذكريات أكون قد نسيتها قطعا.ملحوظة:من معالم الدرادر التي اختفت:1-غابة السنط2-بئر الحسن موسى3-سدرة ود عياد4-سيالة ود حامد 5-المصرف شمال الدرادر6-شجرة مساح7-طاحونة فضل8-طاحونة التعاون والفرن9-مخاضة عز الحي10-راكوبة الفسيخ والميلوحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق