الثلاثاء، 8 فبراير 2011

التمســـــــــــــــــاح العشارى فى الشماليه




التمساح

سوف ابدأ بسرد وقائع حقيقية عن التمساح وما سببه من هلع ووجع في المنطقة وبالطبع هذا المارد سبب الكثير من الألم حتى ضرب به المثل في أشعارنا وتراثنا تمساح الحمداب، تمساح دار كلي..وغير ذلك من المسميات ولا أود مناقشة التمساح ودوره في الأدب الشعبي بل سارد وقائع حقيقية حدثت وسأبدأ بالمشاركة التالية التي ستأخذ عنوان البوست. ومنتظرين مشاركات



ناقشت مرة سباحاً وسألته أي المياه عصية عليكم؟
أجاب : السباحة في مياه النيل!!!
ربما بسبب التيار الحامي أو لأسباب لم يذكرها لي ولكن أردف قائلاً: أتدري أن بدجلة والفرات لا يوجد تمساحاً قط. وهو من بلاد الشام.. وأتبعاها مؤكداً إن مياه دجله والفرات لم تعرف التمساح ابداً إلى الآن ومنذ أن بدءا في الجريان.. أوع واحد فيكم يقوم يصدر تمساح لدجله والفرات ويكره الناس العوم.
قلت في نفسي هذا هو السبب الذي جعل هذا السباح يستصعب السباحة في النيل.
لا تلوموني..
كنت ومازلت أتعجب من قوم يخوضون غمار معركة لا يتبينون ما تخفيه.. كيف ذلك؟ هل يرى العائم ما تحته أو ما هو أمامه أو خلفه؟... هذه حماقة خاصة في النيل.. ومن أراد أن يسبح فاليذهب لدجلة والفرات أو يسبح في أحواض السباحة والتي بحمد الله بدأت ثقافتها تنتشر في بلادي.
تساءلت في نفسي لماذا لا يكون هناك في دجله والفرات تماسيح ونهر لينا يعج بها زرافات ووحدانا؟ طبعا عقدة المؤامرة طقت للسطح.. يا ربي هل هو الاستعمار!! ولم لا ما قالوا غربان بورتسودان التي أقلقت مضجع المدينة جلبها مستعمر....
المهم يا جماعه الكلام كله عن التمساح
ذلك الوحش المتوحش ملك المياه وأقوى حيوان يجول ويصول فيها.
يحكى لنا أن رجلا يدعى الصافي لم نشاهده بل توفى قبل أن نعلم شيئا من الحياة كانت له جزيرة منعزلة ما زالت موجودة بعد انحسار الفيضان تغطى الجزيرة بالخضرة فيجلب بقرته الحلوب لهذه الجزيرة سباحة في الماء ويتركها شهور حتى تسمن ويكبر ضرعها ويدر لبنها ثم يعود بها سباحة لمنزله. وهكذا كل عام والأمر يمر بسلام بالرغم من أن التماسيح تشارك البقرة في تلك الجزيرة السكن والاستمتاع بالعزلة والبعد من الضجيج.
ذات مره بعد أن أوصل الصافي البقرة حيث الخضرة وفكر بالمغادرة لفت انتباهه مجموعة من بيض أنثى التمساح ونسميها الصفيراء لان لونها سبحان الله يكون افتح من لون الذكر. ولدى أهلنا اعتقاد وقناعة بان هذا البيض يزيد من فحولة الرجل. اخذ الصافي البيض وسبح مستخدماً القربة وهي القربة المملؤة هواء يسند عليها صدره وكانت تستخدم قديما.
بالطبع أنثى التمساح عندما عادت واكتشفت أن الصافي اعتدى عليها أضمرت الشر ولكن سبحان الله حتى الحيوان يكيد الكيد ويسدد الضربة بأكثر إيلاما ووجع وانتقاماً. صبرت الصفيراء وصارت تراقب الموقف إذ لا أحد غير الصافي درج الوصول لهذه الجزيرة،. وبقرة الصافي معها تجول وتصول والصافي يراقب البقرة من الشاطئ الآخر زهوا وفخرا. البقرة بقرتو والجزيرة جزيرتو.
وبعد انتهاء الموسم وجاء اليوم الموعود بعد شهور من دخول البقرة، نفخ الصافي القربة ودخل الجزيرة حامدا شاكرا إذ بلغت البقرة مستو من الشحم والصحة مبلغا. قاد البقرة واتكئ على القربة ومسك حبل البقرة وهاك يا موج لتعود البقرة للمراح في الضفة الأخرى.
وفي منتصف النهر ظهرت الصفيراء عيانا بينا مستعرضة قوتها ومظهرة حقدها وألمها عبر نظراتها التي فهم منها الصافي أن الشر لا محالة قادما. ثواني فإذا بالبقرة الممتلئة لحما ولبنا تجذب للقاع وبدا الصراع ما بين الصفيراء والصافي ذاق فيه الصافي ما ذاقته الصفيراء عندما فقدت بيضها.. واختفت البقرة ولم تظهر أبدا.. إلا أن الصافي لم يصب بأذى بل لم تحاول الصفيراء اذائه أبدا أو القرب منه.. والبادي اظلم.. لقد انتقمت منه في مقتل..
وصارت مثلا يضرب في المنطقة (بقرة الصافي)














أنا صغير درفون كان لأحد أقاربنا سمايه وبيته فوق القيف بينه وبين النهر قوز جميل وهناك على البعد وليس بعدا بعيدا جزيرة صغيره يداعب موج النهر بلطف ساحلها الرملي وبين هذه الجزيييري والضفة نهير سريع الجريان وغريق لكنه ليس عريضا..
الوقت عصير الجماعة أكلوا الفته وانتشرنا نحن الأولاد الصغار فوق القوز محتفلين باللمه والجمع المبتهج ده.
فجأة عكر صفو الجمال ده صراخ لأول مره نسمعه .. صراخ غريب متواصل ومرتفع وكان قادما من جهة النيل.. اشرأبت الأعناق .. فإذا تمساحان فتيان صبييان يتقاتلان ويتعاركان عراكا ضاريا مما جعلهما يصيحان مع كل ضربه يسددها الخصم للآخر..
يا سبحان الله.. اقسم بالله منظر عجيب لم أر بعده من منظر مثله.. كان يشبان على الأرجل الخلفية ويستندان على الذيل ويتصارعان بالأرجل الاماية وهما منتصبان ولم يستطع احد منهما أن يصرع الآخر لكن كان الصراخ عاليا جدا والعراك شديد للغاية.
استمر هذا المنظر لأكثر من نصف ساعة.. وتجمهر القوم كبيرهم وصغيرهم أنثاهم وذكرهم واصطفوا على الضفة ينظرون ويستمعون لهذين المخلوقين.. لم يعيرا هذا الجمع اهتمام ولم يتنازل احدهما للآخر..
كان الصراع حول عنز (ماعز) لا ندري من اصطادها ومن المتغول على الآخر.. كانت جثتها تقبع بالقرب منهما وهما يتقاتلان حتى الموت.. كانت مصارعه حره عنيفة جدا.. لم يكونا كبيري جسم وسن ربما كان طول الواحد متر ونصف تقريبا رشيقين غير ممتلئي الجسم والجثة ولونهما داكن مما يدل أنهما ذكور لان الأنثى يكون لونها فاتح..
طبعا في تلك الأصقاع البريئة الهادئة الناعمة الحالمة بلادي أنا، لم يكن وقتها هناك كاميرا أو وسيلة تصوير.. فقط الذاكرة.. عموما لم ينتهي العرض واستمر.. فما كان من عمي رحمه الله رحمة واسعة محمد الحسن والأخ دفع السيد علي إلا أن خالعا ملابسهما وبقيا على السروال وقررا العوم للجزيرة..
لماذا قالا ليعرفا لمن تكون الماعز؟
تخيلوا وسط هذه المعركة الشرسة ينبري نفر ليتدخل... وفعلا ما أن وقعا في النهير الصغير الذي يفصل الجزيرة عن الضفة إلا وانتبها التمساحان ووقعا في النهر الكبير مذعورين .. تفقد الشخصان الماعز وأكدا أنها ليست من ماعز القرية وجراها للنهر وغاصت لا ندري لمن كانت من المتقاتلين فيما بعد



قبل فتره ليست بالطويله في عرفنا نحن كبار السن كان هناك رجل شهم شجاع يدعى كنيش من جزيرة اشيشي ذهب يستحم في النيل من الضفة الشرقيه للجزيره وهو نيل موسمي ينحسر ما بعد الفيضان. لم يكن هناك شخص آخر.
دخل الرجل النهر وبينما هو يستحم فإذا تمساح ينقض عليه. وبدأ العراك ولضحالة المياه كان كنيش يجد فرصة بان يخرج راسه من المياه متغلبا على التمساح الذي كان يجسم على كتفيه ليطرحه داخل المياه ويمنعه التنفس. كان ياخذ نفس تم يغوص داخل المياه بسبب قوة التمساح .. واستطاع التمساح ان ياخذ كبيش للمياه العميقه وهناك لن يتغلب عليه كنيش اذ سيشل التمساح حركة الفريسه بطرحها في قاع النهر حتى تخمد حركتها وقتها يعلم التمساح ان الفريسه قد فارقت الحياه.
وهو في تلك الظلمات والصراع الهمه الله ان يحرك يده الوحيده اذا كانت الاخرى في فك التمساح قابض ومطبق عليها تماما ويسحبه منها.. تلمس بيده الحره الطليقه فإذا به يلمس منطقة طرية رطبة لينة من التمساح فالهمه الله ان تلك عين التمساح وما كان منه الا ادخل كل اصابعه بقوة في عين التمساح وكانه يقلعها من حجرها.
فما كان من التمساح الا ان قذف به قذفة وجد نفسه بعدها في البابسه على بعد امتار من النهر بفعل قوة القذفة.
بعد غبيوبة بسيطة تمالك نفسه وبدا يزحف ويتحرك لان الدماء كانت بغزاره تصب من يده والتي حطمها التمساح تماما من العضد قرب الكتف.. سار مرهقا متعبا ونادى على الناس فاتوا لانقاذه فإذا التمساح يخرج من النهر بالرغم من تجمع الناس وسار متضرعا في اليابسه نحو كنيش متتبعا دمه على الارض. بالطبع جمهرة الناس وصياحهم والهجوم عليه بالحجارة جعلته يتراجع.
اسعف كنيش لمستشفى مروي وفقد ذراعه من الكتف ولكن سلم وتوفي بعد مدة طويلة من العمر من تلك الحادثة وليس بسبب عضة التمساح.
اذكر امر بوليس مروي بالقنص لهذا التمساح مستعينين برجل شرطه كان يتربص حول النهر رابطا ماعز شركا لكن التمساح لم يظهر ولم يستطيعوا قتله.. وكانت الاسطوره والخوف وقتها بان ذلك ليس تمساحا بل هو سحار والسحار في عرف الاسطوره والخرافه عندنا هو مخلوق قادر ان يكون برمائيا ومائيا اي يمكن ان يتشكل في هيئة تمساح او شحاد وكنا وقتها نخاف من اي رجل غريب نراه.لانهم زادوا على المسالة بان هذا التمساح ما هو الا رجل طلب من كنيش طعاما او مالا او صدقه لكنه زجره او رفض ان يعطيه فنتقم منه. الا ان كنيش نفى الاشاعة هذه ولم ير احدا ولم يطلب منه شخص مساعدة ولو كان ذلك لكان كنيش رحمه الله اول المبادرين للعطاء والمساعدة لشهامته وكرمه



منقــــووووووووووول

هناك تعليق واحد:

  1. لو سمحت اخي الكريم ماهي قصة الاطراف البشريةالتي توجد على الصور المنشورة؟؟

    ردحذف